يا طيور


حلقي يا طيورُ في الجوّ سكرى
واملئي الروضَ بالأغاريدِ سحرا
وانفثي في براعمِ الوردِ روحاً
ينتشِ الوردُ باسماً مُشمخرّا
وابعثي في النفوسِ حُبّاً وعزماً
وسمواً يسودُ روحاً وفكرا
راقصي الجدولَ الضحوكَ وغني
غابرَ القومِ بالترانيمِ فخرا
علَّهم ينهضونَ من سكرةِ الليلِ
أُباةً يمشونَ للحقِ جَهْرا
* * * *
أيّها البلبلُ المعذّبُ يا خلّي
تكلّمْ فأنتَ بالسرِّ أدرى
الورودُ الحسانُ تذبلُ حُزناً
واشتياقاً والروضُ يذوي ويعرى
ما بهِ والدُجى يزيدُ سواداً
حانيَ الرأسِ صامتاً مُكفهرّا
فاقداً كان للكرامةِ إمّا
ذاكراً أمسهُ فيبكيهِ قَهْرا
* * * *
أيّها البلبلُ المعذَبُ يا خلّيَ
أخشى يأساً إذا بحتُ سِرّا
قد رأيتُ الخريفَ يحملُ رفشاً
ورأيتُ الشتاءَ يُبرقُ شرّا
لا أحبُّ الغصونَ تذوي وتعرى
والطيورَ الحسانَ تصمتُ ذعرا
بلْ أحبُّ الغصونَ تزدادُ تيهاً
كُلّما الباغي جنَّ حقداً وغدرا
وأحبُّ الطيورَ تشدو مليّاً
حُلمَ المجدِ بارتقاءِ المجرّا
إنَّ نورَ الحياةِ يحتاجُ عزماً
مثلما السيفُ للخطوبِ تَعرّى