المعلم والتلميذات
بينَ الدفاترِ والمساطرْ ضاعَ الهتافُ مِنَ الحناجرْ
صوتٌ هنا صوتٌ هناكَ وقردةٌ راحتْ تُحاضرْ
سيدي "هنا" سيدي "منى" سيدي رمتْ ليلى الدفاترْ
-----------------------------
يرغو وينفشُ شعرهُ ويصيحُ كالمجنونِ ثائرْ
أنتِ اسكتي أنتِ اجلسي أنتِ اتركي جدلَ الضفائرْ
وتراهُ يقفزُ هائجاً بينَ المقاعدِ والمنابرْ
وتراهُ مُنقضّاً على هذي كما ينقضُّ كاسرْ
---------------------------------
حتى إذا عجزَ اللسانُ وكُسرتْ كلُّ المساطرْ
ونبا السلاحُ بكفهِ شهرَ النواجذَ والأظافرْ
----------------------
ويعودُ يلهثُ في المسا متقطّعَ الأنفاسِ خائرْ
بثيابِ طحّانٍ عليهِ وبعضُ آثارِ المحابرْ
والعينُ أنهكها الصراخُ تجرّحتْ فيها محاجرْ
والقلبُ مزّقهُ التشرّدُ والعذابُ وحظُّ عاثرْ
فتصيحُ زوجتهُ بحزنٍ دائماً ياربُّ خاسرْ
ربّاهُ لم يُجدِ الدعاءُ ولا التمائمُ والشعائرْ
------------------------
يهوي يُتمتمُ يائساً ويظلُّ كالمشدوهِ حائرْ
فالصوتُ في الأعماقِ غائرْ والعقلُ في الأجواءِ طائرْ
الجزائر ، 1972