غادة العرب
غادة العُرْبِ فلسطينُ التي غرَّها الطاغي بوهجِ الذهبِ
وارتمى في حضنها يلثمُها جَشَعُ الذئبِ ومكرُ الثعلبِ
أبرزَ النابَ وأدمى قلبها لاعقاً من جُرحها الملتهبِ
مبعداً أبناءها عن ثديها قَسْوَةُ الوحشِ وَذُلُّ الغيهبِ
* * *
سكنوا الصحراءَ قهراً بعدما تركوا الأرضَ لنيرِ الأجنبي
بين كُثبانٍ وَرَمْلٍ وحصى ورياحٍ عاصفاتِ اللُجُبِ
تجرحُ الأجسادَ تستلُّ الرؤى تصفعُ الخدَّ كلسعِ العَقْرَبِ
وخيامٍ حَمَلَ الريحُ بها ورماها بينَ عالي الكُثُبِ
رُبَّ طفلٍ صاحَ يبغي والداً وفتاةٍ دَمْعُها كاللهبِ
* * *
هلْ تناسينا نداءَ الثأرِ أَمْ يومَ حطينَ الذي لمْ يُكْتَبِ
وليوثٍ زمجرتْ في ملعبٍ وسيوفٍ رقصتْ في ملعبِ
وجيادٍ غُسِلتْ أبدانُها بدماءٍ أو صَبيبِ التعبِ
* * *
يا ملاك الشرقِ هبي واسفري واخرجي لي من وراءِ السُحُبِ
وارتدي ثوباً جميلاً زاهياً تنسجيهِ من ضياءِ الكوكبِ
إنَّ في الديجورِ حَقْاً ضائعاً فأنيريهِ كضوءِ الشُهُبِ
" لا يمتُ الحقُّ مهما لاطمتْ عارضيه قبضةُ المغتصبِ "
سوريا : 1960