الطفلة المشردة

إلى الطفلة التي شرّدها وأهلها ، إما عدوُ غادر .. أو مستبدٌ جائر

أبي ... يا أبي

أما زلت تنوي الرحيلْ

فأمسُ وصلنا هنا

ومن قبلٌ كنا هناكْ

فما زال في الكيس ثوبي الجميلْ

متى يا ترى أرتديهْ

وأرقص مثل الفراشات فيهْ

- - - -

تعبتُ .. أبي من غبار الطريق

ففي كل يومٍ ، رفيقٌ جديدْ ، وبيتُ جديدْ

أراه سريعاً وحالاً يزولْ

فلا الذكريات تمرُّ بفكري

سوى حاملاتٍ ظلال الطريقْ

.. - .. - .. –

أبي .. يا أبي

حقائبنا مزقتها الرياحْ

وأيدٍ تجوسُ بها بارتيابْ

وعين الرقيب تحملق بي

تُحدّقُ مثل عيون الذئابْ

.. - .. – .. –

أبي .. يا أبي

متى نرى موطناً

نُحسُّ بأنا به نخلدُ

نايف علي عبيد

الجزائر 1975