الصمتُ
الصمتُ والسكونْ
ومنظرُ البيتِ بلا صِغارْ
كأنّهُ القِفارْ
عابسةٌ أرجاءُ منزلي
عابسةٌ جُدرانهُ المزيّنةْ
والمزهريةُ فيه والزهورْ
ذابلةٌ كزهرةِ القبورْ
* * *
الصمتُ والسكونْ
ومنظرُ البيتِ بلا صغارْ
كأنهُ القفارْ
أجوبُ في أرجائهِ وحيدْ
أرنو إلى صورهم بلهفةٍ وشوقْ
هنا صغيرٌ يلعبُ الشطرنجْ
ودمعةٌ هاطلةٌ كأنها اللُجينْ
تدحرجتْ من فوقِ حُمرةِ الخدينْ
* * *
وطفلةٌ واقفةٌ في ثوبها الرقيقْ
كأنّها الملاكُ في الشفقْ
عيونُها ترنو إلى السماءْ
وثغرُها يبوحُ بالدعاءْ
* * *
وصورةُ الحبيبةِ هناكْ
أمُومةٌ تعتصرُ حنانْ
ورحمةٌ ورفقْ
تحتضنُ الوليدَ باليدينْ
ونظرةٌ مُفعمةٌ بالحُبِّ والحُبورْ
كأنها الملاكُ في السحرْ
* * *
الصمت ..
الصمتُ .. والسكونْ
لا ضُحكَ .. لا بُكاءْ
لا صوتَ في أرجائهِ يقولْ :
تعالَ بابا .. جَهزَ العشاءْ
* * *
الصمتُ ..
الصمتُ .. والسكونْ
نايف علي عبيد
أبوظبي : 1979